الاثنين، 11 مارس 2013

حبيبتى إسمها دلال



عندما جلست مع أصدقائى نتحدث عن أجمل الفتيات الائى صادفن كل منا فى  حياته , إحتلت "نرمين" المرتبة الأولى كأجمل فتاة رأها كل منا .. كانت نرمين تستحق هذه المكانه عن جدارة بالنسبة لهم ... كانوا يرون فيها الخليط بين جسد الفتاة المصرية الجميلة وروح الفتاة الأوروبية العصرى , بينما كنت أرى فيها مجرد وجه ملطخ بمستحضرات التجميل وجسد تم الضغط على مفاتنه ضغطا لتبرز بإستعمال ملابس تقل بقياسين أو ثلاثة عن مقياس "نرمين" الحقيقى ...
مغتاظا سألنى أحدهم ... من هى إذن فتاة أحلامك ؟ أجبته بعد تفكير عميق فتاة أحلامى هى دلال .. يداعبنى دائما وجهها الصبوح .. ويملأ عقلى بإستمرار جرأتها الامسبوقه بإختصار شديد
 حبيبتى أسما دلال ... دلال المغربى .

دلال مغربى فتاة فلسطينية كانت صغيرة عندما قررت القيام بعملية فدائية إستشهادية لا مسبوقة فى عمق تل أبيب ... كان عمرها عشرون عاما أنذاك .. هل تذكر ماذا كنت تفعل أنت فى مثل هذا العمر ؟ عندما كان كل همك أن تنتبه إليك جارتكم الحسناء كانت دلال مغربى ترتدى لباسا عسكريا , وتضع على بشرتها الناعمة أصباغ سوداء مموهه وتتجه مع فريق إنتحارى فلسطينى لتسافر فى عرض البحر على متن قارب مطاطى متجهه إلى الأرض المحتله بعد أن ودعت أهلها وكتبت لوالدها الذى لم يكن موجودا أنذاك تشكو له حظها (الزفت) على حسب تعبيرها لعدم تمكنها من لقاؤه وبعد أن كتبت وصيتها للفصائل الفلسطينية تدعوهم لنبذ العنف الداخلى .. وتوجيه سلاحههم بالكامل ضد العدو الحقيقى الوحيد ... الوجود الصهيونى ....



عندما كنت أنت تكتب خطابك العاطفى الأول لجارتكم بأصابع مرتعشه ... كانت دلال ذات العشرين ربيعا تمسك بزمام مدفع (الكلاشنكوف) الضخم روسى الصنع بين أصابعها بقبضة من حديد ... كانت قد وصلت وزملائها إلى شاطىء مدينة تدعى "ميعجال ميخائيل" تبعد مايقرب من 90 كيلومتر عن تل أبيب بعد رحلة بحرية شاقة خسرت فيها المجموعه إثنان من أفرادها .. لقوا حتفهم غرقا نتيجة قسوة أمواج البحر الهادر ... وكان هدف العملية بسيطا مخيفا فى أن واحد ... السيطرة على مبنى الكنيسيت الإسرائيلى !

عندما وضعت أنت خطابك العاطفى على عتبة منزل جارتكم ... ورننت جرس الباب وأسرعت بالنزول مصطدما بكل ما تجده أمامك من صناديق قمامة .. وجلست فى منزلكم مرتعدا شاعرا بأنك مررت للتو بأخطر موقف فى حياتك بالكامل .. كانت دلال المغربى ورفاقها يقطعون الطريق السريع المباشر إلى تل أبيب .. يختارون أهدافهم بعناية ... أطلقوا النيران على حافلة تقل جنودا إسرائيليين فتوقفت .. ولم تمض لحظات إلا وقد سيطروا على الحافلة بمن فيها .. لم يتوقفوا عند هذا الحد .. قطعوا الطريق بإستخدام سيارة "بيجو" أوقفوها بعرض الطريق وإعترضوا طريق حافلة أخرى ... نقلوا ركابها إلى حافلتهم وإنطلقوا بحملهم الثقيل – والثمين – إلى تل أبيب مباشرة ....
عندما كان والد فتاتك يقرأ الخطاب وقد إستشاط غضبا .. كانت السلطات فى تل أبيب توكل مهمة إيقاف الحافلة المختطفة لإيهود باراك , وكانت الأوامر بسيطه ومحدده : يجب أن يتم إيقاف الحافلة قبل بلوغ تل أبيب بأى ثمن ..
.
هكذا دارات مطاردة عنيفة بين الحافلة التى سيطرت عليها دلال ورفاقها , والتى تولت دلال بنفسها مسئولية تأمين مقدمة الحافلة والسيطرة على قائدها لحين بلوغ هدفهم , كانت مطاردة شرسة من التى نراها فى أفلام الأكشن الأمريكية فلا نصدقها .. سيارات مصفحة إسرائيلية تطارد الحافلة بإستماتة .. وكمائن تنصب على الطريق السريع لعرقلة تقدم الفرقة الإنتحارية ... بلا جدوى .

عندما طرق والد فتاتك باب منزلكم غاضبا ملوحا بخطابك المذيل بتوقيعك المسبوق بلقب : العاشق إلى الأبد , كانت سلطات الإحتلال تنصب كمينا لا فكاك منه على بعد كيلومترات قليلة من تل أبيب... أدرك الشباب القائمين على العملية أنهم لن يتمكنوا من عبور هذا  الكمين .. كانت ذخيرتهم قد أوشكت على الإنتهاء , وأنُهكت أجسادهم من فرط القتال ... وكان أخر ما فعلته دلال المغربى أن رفعت علم فلسطين على مقدمة الحافلة ... مضت لحظات ثم دوى إنفجار هائل فى الحافلة بعد أن أطلق الإسرائيليين قذائفهم عليها ... تناثرت أجساد المجموعة الفدائية خارج الحافلة بين شهيد وجريح ...

عندما كان والدك يقتحم غرفتك ثائرا .. وكنت تظنه أنت أصعب موقف تواجهه فى حياتك .. والأشد إحراجا .. تظاهر أحد زملاء دلال بالإستسلام فلما إقترب منه الجنود فتح عليهم نيران مدفعه الرشاش ليحصدهم ويستشهد هو الأخر جراء رصاصاتهم ... بينما زحفت دلال لتصل إلى مدفعها فأطلق عليها احد الجنود النيران وأخترقت رصاصته أعلى عينها اليسرى فسقطت شهيده ... ناظرة للعلم الفلسطينى الذى رفعته فى قلب الأرض المحتله .

صعق الجنود الإسرائيليين عندما إعترف إحد زملاء دلال أن بينهم فتاه ... إقتربوا منها فى حذر رغم أنها كانت أمامهم جثه مسجاه .. يزيد عمر أصغرهم عنها بما يقرب العشر سنوات ... لم يتأكدوا من كونها فتاة إلا عندما خلعواعنها النصف العلوى من ملابسها ... إستشاط إيهود باراك قائد العملية غضبا .. وسحب جثتها الطاهره من رأسها أمام عدسات المصورين والمراسلين الصحفيين ... وبقى جثمانها فى إسرائيل حتى تم إعادة رفاتها إلى فلسطين فى إطار عملية "الرضوان" وهى العملية التى تزعمها حزب الله بقيادة حسن نصر الله لتبادل أسرى وجثث لفلسطينيين ولبنانيين بجنود إسرائيليين .. أعلن (نصر الله) أن تحليل DNA سيتم عمله على رفات الجثث للتأكد من أنها فعلا للشهداء الفلسطينيين , إلا أن نتيجة التحليل لم تظهرحتى اليوم ... وسرت شائعات قوية أن جرفا تعرضت له منطقة المقابر أدى لإختفاء جثة دلال .. حتى أن فريق طبى إسرائيلى كلف بفحص التربه التى دفنت فيها الفتاه فلم يعثر لجثتها على أثر ... وكإن جثامين الشهداء تأبى  إلا أن تدفن فى الأماكن التى إختارها أصحابها وهم أحياء !

حبيبتى إسمها دلال المغربى ... قررت إنشاء جمهورية فلسطينية على طريقتها الخاصة .. فإرتفع العلم الفلسطينى على يدها فى عمق الأرض المحتلة بالقرب من تل أبيب فى عملية استشهادية كبدت الإسرائيليين مايزيد عن 35 قتيل و 700 جريح ..

حبيبتى إسمها دلال المغربى ... هل مازلت تقارن بينها وبين "نرمين" حتى الأن !

الموضوع منقول بالكامل

الأحد، 10 مارس 2013

العفريت


فى فترة حكم المجلس العسكرى فاكر ان فى صديق لى كان بيقول ان المجلس العسكرى حضر عفريت (الاسلاميين) ومش هيعرف يصرفه
الايام دى شايف الاخوان بيحضرو عفريت التيارات (الاسلامية)اللى بتميل للعنف واعتقد ان لو ده حصل بردو هتفشل فى انها تصرفه